جدتى بين الحقيقة والخيال
بقلم الأستاذ / محمد السعيد حواس
ربما لا يشعر الكثير بما أحمله لتلك الأنثى من موفور الحب وسحائب المودة وجل الإخلاص لا لأنها جدتى التى ساعدتنى كثيرًا وأسندتنى إلى صدرها مرات لا تعد ومنحتنى من القوة ما يمنحنى غيرها وناولتنى من يديها نقودًا كنت أفتقر إليها وعايشتنى أحلامى وفرحت لسعادتى ولملمت جراح أيامى بل لأنها أنثى من الزمن الجميل تمتلك مواصفات المرأة الهادئة الوديعة التى تستمع للجد فى خشوع وخوف كما أنها المرأة المسيطرة على زمام الأمر يهابها الأولاد ويقفون مذعنين إلى فرماناتها العسكرية فهى ربة منزل برتبة جنرال تقوم من نومها حين ننام نحن فى زماننا هذا وتوقظ أهل الدار كبارًا وصغارًا إلم يكن ذلك بصوتها الشجى : استيقظوا فقد أصبحنا فى الظهيرة فيكون بصوت قبقابها الذى يعزف أحسن المقطوعات على ظهر منزلنا فى حارة الوسعاية فتوقظ بإحداهما سكان المنزل مخيرين أو مجبورين دون تبرم أو شكوى ثم يتوضأ الجميع ويصلون ما قدر لهم الإله ويبسطون الحديث الجانبى أو الجماعى حسب رأي كل منهن ثم تنسلخ كل واحدة منهن إلى العمل المنوط بها والموزع عليها سافًا ويستيقظ مع صوتهن الأزواج والأولاد وتزيد التمتمات ويعلو صوت جدتى العيال قامت من نومها كل ذلك قبل صلاة الفجر فتسرع الأمهات نعم قمن يا جدة ورغم هذا الذى قد يبدو للبعض تسلط فقد كانت محبوبة من الجميع ظهر ذلك فى أخريات أيامها بكيت وربما كانت دموعى عزيزة لكنها جدتى التى أحببتها مثلما لم أحبب أى إنسان فكان لا بد أن يكون لها على موقعى صفحة بعنوان جدتى سيكون فيها كل نادر وظريف رحم الله جدتى ووالدى وإخوتى رحمة واسعة وتوج أخراهم بالجنة وجمعنى وإياهم فى مقعد صدق عند مليك مقتدر
بين أصحاب الضاد إطلالة للتعارف
تتغير الظروف وتتبدل الأحلام لكن الزمن واحد غير متغير وكما قال صاحبنا المتنبى :
صحب الناس قبلنا ذا الزمانا وعناهم فى شأنه ما عنانا
وتـــــــــولوا كلهم بغصة منه وإن سر بعضهم أحيانا
رحم الله المتنبى رحمة واسعة فالزمان واحد مع كل الناس لكننا نحن ـ بنى البشر ـ ننسى فى غمرة الأحداث أننا مسئولون مسئولية مباشرة عما يجرىلنا كما قال الشافعى وتـــــــــولوا كلهم بغصة منه وإن سر بعضهم أحيانا
نعيب زماننا والعيب فيبنا وما لزماننا عيب سوانا
بيدنا نستطيع أن نعيش سعداء نتحاور نتجادل نختلف لا نفترق نؤسس لمستقبل أفضل نحلم بواقع أيسر كل حسب رؤيته وميوله تعالوا نتفق فيما نتفق فيه ونتناقش فيما نختلف فيه فالحوار هو الساحة الحقيقية للقربى والنافذة الصادقة على المودة والتماسك بنى الإنسانية لسنا مختلفين فاللسان يكاد يكون واحدًا بعد تعلم الجميع اللغات المختلفة والجغرافيا واحدة بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة أتمنى بلا أدنى ريب أن يكون موقعى هذا ساحة لتبادل الأفكار والحوار البناء والثقة فى الكلمة فبالحروف نبنى صرح محبتنا ونتجاوز انزلاقات تناوشنا
محمد السعيد حواس
0 التعليقات:
إرسال تعليق